وقائي ويقظ، يحتفظ كلب بريارد بغريزة الرعي والحراسة المتأصلة فيه، والتي قد تُشكل مشكلة إذا لم يتم تدريبه وترويضه في وقت مبكر. يسعده أن يكون جزءًا من الأسرة والمشاركة في أنشطتها، ويتميز بالحيوية والنشاط، ويحب اللعب. ذكي وسريع التعلم، وإذا تم تحفيزه جيدًا، فإنه لا يُمانع في تعلم أي مهمة طالما يؤديها برفقة صاحبه.

بلد المنشأ: فرنسا
الأصل الدقيق لكلب بريار غير معروف، ويُعتقد أنه وصل إلى فرنسا في العصور الوسطى مع القبائل الرحّل التي كانت تراعي الأغنام وتنتقل من الشرق. وقد تم تهجينه مع كلاب محلية للرعي والحراسة، واستُقر على شكله الحالي في فرنسا، وأُطلق عليه اسم "كلب رعي بري"، نسبة إلى منطقة بري القديمة قرب باريس.

تستفيد السلالات الكبيرة مثل كلب البريار، بالإضافة إلى شهيتها الكبيرة، من توازن غذائي مختلف يشمل المعادن والفيتامينات مقارنةً بالكلاب صغيرة الحجم. وتُعد كلاب البريار عرضةً للانتفاخ ومشكلات المعدة؛ ويمكن أن تساعد الوجبات الصغيرة والمتكررة في تقليل هذا الخطر.

تُعد كلاب البريارد عمومًا من السلالات السليمة صحيًا. ومع ذلك، وكما هو الحال مع العديد من السلالات الأخرى، فهي عرضة للإصابة ببعض الاضطرابات الوراثية في العين، إضافة إلى خلل التنسج الوركي، وهي حالة قد تؤثر على حركة الكلب وتُسبب له الألم. لذا، من الضروري إجراء فحوصات للعين وتقييم لصحة الوركين قبل إدخال الكلب في برامج التربية.

يحرص نادي السلالة على متابعة الحالة الصحية لهذه الكلاب عن كثب، ويوصى بالتواصل معه للحصول على أحدث المعلومات المتوفرة، بما في ذلك الاختبارات الجينية أو الفحوصات الإضافية التي قد يُوصي بها. يمكن العثور على معلومات نوادي السلالة من خلال الموقع الرسمي لنادي الكلاب.

متطلبات المساحة

يُعد البريارد كلبًا كبير الحجم وطويل الشعر، لذا فهو يحتاج إلى مساحة مخصصة للعناية بنظافته، وإلى منطقة يمكنه فيها أن يجف بعد الاستحمام دون أن ينشر الماء في أرجاء المنزل.

وجود حديقة كبيرة وآمنة يُعد أمرًا أساسيًا، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى أماكن متنوعة للمشي توفر له فرصة الركض بحرية وتتبع الروائح. وبسبب حجمه الكبير وغرائزه الحامية، فإن هذه السلالة تكون أكثر ملاءمة للمناطق الريفية أو الضواحي الهادئة، ولا تُناسب الأحياء السكنية المكتظة أو المزدحمة.

تدريب كلاب البريارد

مع التحفيز المناسب وفهم طبيعة الأنشطة التي يفضلها هذا الكلب، يصبح تدريبه أمرًا مجديًا وسلسًا نسبيًا. إلا أنه من الضروري إدراك أن البريارد كلب مستقل في تفكيره، معتاد على اتخاذ قراراته بنفسه، لذا يتطلب تدريبه التزامًا وصبرًا لإقناعه باتباع التوجيهات.

تعتمد أفضل أساليب التدريب مع هذه السلالة على التعزيز الإيجابي باستخدام الطعام، الألعاب، أو السماح له بأداء سلوكيات طبيعية مثل الرعي أو تحريك الأشياء، وهي أنشطة يجد فيها متعة وتحفيزًا. كما يجب تعويده منذ الصغر على التعامل مع الغرباء والحيوانات الأخرى، بما في ذلك الماشية، وذلك لضمان سلوكه المتزن عند البلوغ.

ونظرًا لطول شعره، من المهم تعويده على إجراءات العناية والنظافة الشخصية منذ سن مبكرة لتجنب صعوبة التعامل لاحقًا.

أفضل سلالات الكلاب للعائلات

يُطلق على كلب البريارد لقب "قلب مغلف بالفرو"، في إشارة إلى مدى محبته وولائه الشديد لعائلته. ومع ذلك، فإن صغار هذه السلالة يتميزون بالحجم الكبير والحيوية الزائدة، ما قد يجعلهم غير مناسبين للعائلات التي تضم أطفالًا صغارًا أو أفرادًا ضعفاء أو غير مستقرين حركيًا.

تُعد هذه السلالة مثالية للعائلات النشيطة التي تستمتع بالتمارين الطويلة وتعتبر تدريب الكلاب هواية. وقد يستمتع الأطفال الأكبر سنًا والمراهقون بالمشاركة في تدريب البريارد أو التنافس معه في مسابقات رياضية مختلفة.

ضع في الاعتبار أن متطلبات هذا الكلب من حيث التمارين والعناية تتطلب عدة ساعات يوميًا من الاهتمام والرعاية.

ورغم أن كثيرًا من الكلاب يُنظر إليها تقليديًا على أنها مناسبة للأطفال، إلا أنه من الضروري تعليم الكلاب والأطفال معًا أسس الاحترام والتعامل الآمن. كما يجب عدم ترك الأطفال الصغار مع الكلاب دون رقابة مباشرة من البالغين.

هل كنت تعلم؟

ظهرت كلاب البريارد في عدد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والرسوم المتحركة، منها: Get Smart، Married…With Children، Dharma & Greg، Addams Family، النسخة الحية من فيلم Dennis the Menace (عام ١٩٩٣)، بالإضافة إلى Looney Tunes وغيرها.

في السابق، كان يُلجأ إلى قطع آذان هذه السلالة، مما يمنحها مظهرًا مختلفًا تمامًا. إلا أن هذه الممارسة أصبحت محظورة اليوم في معظم الدول الأوروبية، بما فيها بريطانيا وفرنسا، ويُأمل أن تختفي تمامًا على مستوى العالم، نظرًا لكونها ممارسة غير إنسانية، مؤلمة، ولا ضرورة لها.

يشتهر كلب البريارد بعاطفته الشديدة تجاه عائلته، حيث يصفه كثير من المُربين بأنه يعاني من الحزن عند ابتعاده عن أصحابه.

تُعد هذه السلالة متعددة المواهب، وقد استُخدمت في خدمات الدعم النفسي والعمل ككلاب مساعدة.

وتتميز البريارد بامتلاكها مخالب مزدوجة تساعدها في الحفاظ على توازنها.