عند البلوغ، يُعد كلب بورزوي هادئًا، وطيب الطباع، ولطيفًا داخل المنزل، كما أنه يشغل حيزًا أقل مما قد يتوقعه البعض بالنظر إلى حجمه. متحفظ ومنعزل تجاه الغرباء، لكنه يُظهر مودة وارتباطًا قويًا بعائلته، وله حس فكاهي وشخصية قوية تجذب عشاق كلاب الصيد بالبصر. وعلى الرغم من أنه ليس كلب حراسة، إلا أنه قد ينبه أصحابه إلى وجود أشخاص مشبوهين، وقد يتصرف بشكل دفاعي إذا شعر بالخطر. وبسبب طبيعته ككلب مطاردة، يجب أخذ ميله للجري وراء الأشياء المتحركة بعين الاعتبار، خاصة إذا لم يُنشأ مع القطط أو الكلاب الصغيرة التي يراها جزءًا من عائلته إذ سيظل يحتفظ برغبته الفطرية في المطاردة.

بلد المنشأ: روسيا
كما هو الحال مع العديد من السلالات، هناك بعض الجدل حول أصول كلب البورزوي. ومع ذلك، يُعتقد أن كلاب شبيهة بالغريهاوند من مصر القديمة قد تم تهجينها مع كلاب الرعي ذات الفراء الكثيف من شمال روسيا لإنتاج أسلاف البورزوي. ومنذ القرن السادس عشر، أصبحت السلالة أكثر تطورًا وتم تصنيفها كأفضل كلاب صيد للذئاب، حيث كانت تعمل في أزواج للإمساك بالذئب وتثبيته حتى يصل الصياد الراكب ويقضي عليه.

تستفيد الكلاب كبيرة الحجم، إلى جانب شهيتها الكبيرة، من توازن غذائي مختلف يشمل المعادن والفيتامينات مقارنةً بالكلاب صغيرة الحجم. وتُعد سلالة بورزوي عرضةً للانتفاخ ومشكلات المعدة؛ ويمكن أن تساعد الوجبات الصغيرة والمتكررة في تقليل هذا الخطر.

الصحة والمشكلات الشائعة

تُعد سلالة بورزوي من السلالات السليمة والقوية في المجمل. ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من السلالات الأخرى، قد تظهر بعض الأمراض الوراثية في العيون، لذا يُوصى بإخضاع الكلاب لفحص العيون قبل استخدامها في برامج التربية.

ومن المعروف أيضًا أن هذه السلالة قد تصاب بقصور الغدة الدرقية، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى انخفاض نشاط الغدة.

متطلبات المساحة

يُعد كلب بورزوي من الكلاب الكبيرة الحجم، ورغم قدرته على الانكماش عند الاسترخاء، إلا أنه يحتاج إلى مساحة كافية للتمدد، وحديقة مناسبة لممارسة الجري، كما يُفضّل أن يعيش في مكان قريب من مساحات مؤمّنة تسمح له بالركض بحرية.

ونظرًا لبُطء نضجه الجسدي، فإن كلب بورزوي لا يناسب البيوت التي تتطلب صعودًا ونزولًا متكررًا على الدرج، لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على مفاصله خلال مراحل النمو.

تدريب كلاب بورزوي

يتطلب تدريب كلب بورزوي صبرًا ووعيًا بما يُحفّزه على التفاعل مع صاحبه. فالجري والمطاردة من أكثر السلوكيات إرضاءً له، لذا يُنصح بالاستفادة من هذا الميل الطبيعي أثناء التدريب، والتركيز على تعليمه الاستجابة عند النداء، رغم أنه لا يُوصى بإطلاقه من دون مقود في أماكن غير آمنة أو غير مسيّجة.

وهذه ليست سلالة تستمتع بالتدريب لمجرد التدريب، لذا من الأفضل اعتماد أسلوب "التدريب أثناء النشاط"، أي دمج التدريب في الحياة اليومية بدلًا من الجلسات التدريبية المنفصلة.

أفضل سلالات الكلاب للعائلات

يمكن أن يكون كلب بورزوي البالغ والمدرّب جيدًا رفيقًا ممتازًا للعائلة، إلا أن الجراء أو الكلاب اليافعة من هذه السلالة قد تكون مفرطة النشاط والحيوية، ما يجعلها غير مناسبة للأطفال الصغار جدًا أو لكبار السن الذين يعانون من الضعف الجسدي.

وباعتبارها من السلالات الكبيرة، فإنها تحتاج إلى وقت طويل للنمو والنضج، مما يتطلب إشرافًا دقيقًا خلال تلك المرحلة.

ورغم أن كثيرًا من الكلاب تُعتبر تقليديًا جيدة مع الأطفال، إلا أن على الأطفال والكلاب أن يتعلموا كيفية التفاعل مع بعضهم البعض بشكل آمن ومحترم. ومع ذلك، لا يجوز ترك الكلاب والأطفال الصغار بمفردهم دون إشراف من شخص بالغ.

هل كنت تعلم؟

• كان القبطان إدوارد جون سميث، قائد سفينة "آر إم إس تايتانيك"، يمتلك كلب بورزوي يُدعى "بن"، وقد التُقطت له صورة شهيرة مع الكلب على سطح السفينة قبل إبحارها في رحلتها المشؤومة. ولحسن الحظ، لم يرافق "بن" السفينة في رحلتها.
• وفي فيلم Pink Floyd: Live at Pompeii، أدى كلب بورزوي يُدعى "نوبز" أصوات العواء ضمن أداء حي للأغنية "Seamus" إلى جانب ديفيد غيلمور على الهارمونيكا وروجر ووترز على الغيتار. وقد سُمّيت الأغنية في الفيلم "Mademoiselle Nobs" نسبة إلى الكلبة التي أدّت الدور بدلًا من كلب ديفيد غيلمور في النسخة الأصلية المسجّلة.