تسعى المقالة إلى توعية مالكي القطط بأهمية توفير نظام غذائي متوازن لصحة قططهم، مع التركيز على احتياجاتها الغذائية الفريدة كمخلوقات تعتمد على اللحوم. تشدد على ضرورة تضمين العناصر الأساسية مثل البروتينات، الدهون، الفيتامينات، المعادن، والكربوهيدرات في طعام القطط، مع توضيح دور كل مكون في تعزيز صحتها، مثل التورين وفيتامين أ للأداء السليم للقلب والنظر. كما ينبه المقال إلى أهمية توفير ماء نظيف، وأنواع الطعام المناسبة، سواء الرطب أو الجاف، وكيفية تغيير النظام الغذائي بشكل تدريجي. يُشير كذلك إلى ضرورة تجنب تقديم طعام الكلاب، والاعتناء بالنظافة عند إعداد الطعام المنزلي، وأهمية استشارة الطبيب البيطري عند الحاجة لتقديم مكملات غذائية. يُختتم المقال بالتأكيد على ضرورة مراقبة كمية الطعام المقدمة وفقاً لاحتياجات كل قطة على حدة.
أساسيات تغذية القطط والتغذية السليمة لها
كمحب للقطط، بالتأكيد ترغب في أن تعيش قطتك حياة طويلة وصحية وسعيدة ونشيطة. وأحد أفضل الطرق لتحقيق ذلك هو التأكد من أن نظامها الغذائي يحتوي على التوازن الصحيح بين العناصر الغذائية الأساسية: البروتين، الدهون والزيوت، الفيتامينات، المعادن، والكربوهيدرات.
القطط تُعتبر من الحيوانات التي تعتمد كلياً على اللحوم، أي أنها لا تستطيع العيش على نظام نباتي أو خالٍ من المنتجات الحيوانية كما تفعل بعض الكلاب. فهي تعتمد على البروتين كمصدر أساسي للطاقة، وتحتاج إلى كميات أكبر منه مقارنة بالكلاب. اللحوم لا توفر فقط البروتين، بل تحتوي أيضاً على ثلاثة عناصر أساسية لا يمكن للقطط العيش بدونها: التورين (مهم لصحة القلب والنظر)، حمض الأراكيدونيك (مهم لصحة الجلد والفراء)، وفيتامين أ (للفراء والنظر).
في بورينا، نحن ملتزمون بتقديم أفضل الأنظمة الغذائية للقطط والتأكد من حصولها على كل ما تحتاجه من تغذية لتعيش بصحة جيدة. ولهذا قمنا بإعداد هذا المقال لنقدم لك كل ما تحتاج معرفته حول طعام قطتك. تابع القراءة لتتعرف على المكونات الأساسية في غذاء القطط، وكمية الطعام التي تحتاجها يومياً.
المكونات الأساسية في غذاء قطتك
حتى تحافظ على صحتها، تحتاج قطتك إلى تغذية متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية. الطعام الجيد والمُتكامل يجب أن يكون مُحضّر بعناية ليقدّم لها كل ما تحتاجه لتنمو وتبقى بصحة جيدة، وفي نفس الوقت يكون لذيذًا وسهل التناول. لضمان نظام غذائي مناسب، تأكد من توفر التالي:
-
ماء نظيف وعذب بكميات كافية
الماء ضروري لكل الكائنات الحية، وقطتك ليست استثناء. على الرغم من أن القطط كانت تعيش في الأصل في بيئات صحراوية، وهي بارعة بطبيعتها في تركيز البول، إلا أن قلة شرب الماء قد تؤدي إلى مشكلات في المثانة أو التهابات. لذلك، يجب التأكد من توفر كمية كافية من الماء النظيف والعذب في وعاء مناسب أو نافورة مياه، خلال الليل والنهار.
قد تلاحظ أن قطتك تفضل الشرب من أماكن غير متوقعة مثل الصنبور أو أرضية الحمام، لكن هذه لا تُغني عن وجود مصدر واضح وثابت للماء. ويُفضّل وضع وعاء الماء بعيدًا قليلًا عن الطعام، وبعيدًا تمامًا عن صندوق الفضلات. إذا لاحظت أن قطتك بدأت فجأة تشرب من أماكن غير معتادة، فقد يكون ذلك مؤشراً على حالة صحية تسبب لها العطش المفرط، ويُنصح بمراجعة الطبيب البيطري في هذه الحالة.
-
بروتينات والأحماض الأمينية
تعتمد القطط على البروتين كمصدر رئيسي للطاقة، والبروتين مكوَّن من أحماض أمينية لا تستطيع أجسامها إنتاجها بشكل طبيعي. لذلك، تحتاج إلى الحصول على هذه الأحماض الأساسية من خلال الغذاء. الطعام المتكامل والمتوازن يوفر للقطط جميع الأحماض الأمينية التي تساعد في بناء العضلات والحفاظ على صحة الجلد والفراء، كما تساهم في دعم الجهاز المناعي. نقص البروتين قد يؤدي إلى بطء في النمو، فقدان الكتلة العضلية، تدهور حالة الفرو، وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض بسبب ضعف المناعة.
-
الأحماض الدهنية الأساسية
الدهون، التي تتكوّن من وحدات صغيرة تُعرف بالأحماض الدهنية، تمدّ القطط بالطاقة اللازمة للحركة، وتوفر العزل والحماية للأعضاء الداخلية. الأحماض الدهنية الأساسية مثل أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 ضرورية لصحة الجلد والفراء، وهي جزء مهم من التغذية السليمة. نقصها قد يؤدي إلى مشاكل في الجلد وسوء حالة الفرو.
-
الكربوهيدرات والبريبايوتكس
رغم أن الكربوهيدرات مثل النشويات والألياف ليست ضرورية في نظام قطتك الغذائي، إلا أنها تعتبر مصدرًا سريعًا للطاقة. أما الألياف القابلة للذوبان (البريبايوتكس)، فهي تساهم في دعم صحة الجهاز الهضمي من خلال تعزيز البكتيريا المفيدة، بينما تساعد الألياف غير القابلة للذوبان في الحفاظ على وظيفة الأمعاء بشكل طبيعي والبراز الصحي.
-
التوازن الصحيح للمعادن
المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور ضرورية لصحة العظام والأسنان، لذا يجب أن يحتوي طعام قطتك على الكميات والتوازن المناسب من كلٍ منهما، خاصة في حالات الحمل أو عند تغذية القطط الصغيرة في مرحلة النمو. كما أن معادن مثل الصوديوم، الكلوريد، المغنيسيوم، البوتاسيوم، الزنك، النحاس والحديد تلعب دورًا مهمًا في غذاء القطط. الطعام المتكامل والجيد يحتوي على هذا التوازن، وهو أمر بالغ الأهمية لأن زيادة أحد المعادن قد تؤثر سلبًا على امتصاص معدن آخر.
-
الفيتامينات
تحتاج القطط إلى الفيتامينات بكميات صغيرة، لكنها ضرورية للنمو، وصحة النظر، والجلد والفراء، وتعافي الجروح، وسلامة الجهاز العصبي. كما تدخل الفيتامينات في عمليات الأيض الخاصة بالدهون، البروتينات، والكربوهيدرات، وتعمل فيتامينات سي وهـ كمضادات أكسدة. الفيتامينات الذائبة في الدهون (أ، د،هـ، ك) تُخزّن في أنسجة الجسم، بينما الفيتامينات الذائبة في الماء (مجموعة ب وسي) لا تُخزن وتخرج من الجسم من خلال البول.
الطعام الرطب يُباع عادة في علب أو أكياس أو علب قصدير مغلّفة. عند تقديم هذا النوع من الطعام لقطتك، احرص على أن يكون بدرجة حرارة الغرفة حتى تستمتع بالنكهة والرائحة والقوام بشكل أفضل
إذا لم تنهِ القطة الكمية المقدمة، غطِّ الباقي وضعه في الثلاجة لمدة لا تتجاوز 24 ساعة. فقط تذكّر أن تُعيده إلى درجة حرارة الغرفة قبل التقديم مرة أخرى. ولا تترك الطعام الرطب مكشوفًا لأكثر من ساعة، لأنه سيفقد نكهته وقد يتسبب بنمو البكتيريا، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم.
-
تقديم الطعام الجاف لقطتك
الطعام الجاف يُعتبر من أفضل الخيارات الغذائية للقطط، إذ يحتوي على التوازن الصحيح من العناصر الغذائية، وملمسه المقرمش يساهم في الحفاظ على صحة الأسنان.
سواء اخترت الطعام الرطب أو الجاف، تأكد دائمًا من قراءة الملصق واختيار نوع مكتوب عليه "كامل" وليس "مكمل"، حتى لا تُقدّم مجرد وجبة خفيفة بدلًا من وجبة غذائية متوازنة.
-
لا تقدم لقطتك طعام الكلاب
رغم أن شكل طعام القطط الجاف يشبه طعام الكلاب، إلا أن تركيبة كل منهما مختلفة تمامًا. القطط والكلاب لديهما احتياجات غذائية مختلفة، لذلك لا يناسب طعام الكلاب احتياجات القطط الغذائية، والعكس صحيح.
كيف تغيّر طعام قطتك؟
إذا قررت تغيير نوع طعام قطتك، من الأفضل أن يتم ذلك تدريجيًا خلال سبعة إلى عشرة أيام. الطريقة الأفضل هي وضع وعاءين، أحدهما يحتوي على الطعام القديم والآخر على الجديد، حتى تتمكن قطتك من تجربة الاثنين. يمكنك الرجوع إلى مقالنا حول تغذية القطط البالغة للحصول على مزيد من النصائح حول كيفية تغيير الطعام بشكل آمن.
تحضير طعام منزلي للقطط
قد تبدو فكرة إعداد وجبة منزلية خاصة لقطتك مليئة بالحب، لكنها للأسف غير مفضّلة. من الصعب تحقيق نظام غذائي متوازن باستخدام مكونات منزلية أو أطعمة نيئة، لأن بعض المكونات قد تحتوي على نسب عالية أو منخفضة جدًا من العناصر الأساسية. كما أن اللحوم النيئة قد تحتوي على طفيليات أو بكتيريا مثل السالمونيلا، والتي قد تسبب مشكلات صحية. وفي حال قررت تقديم طعام نيء، يجب الانتباه جيدًا للنظافة. ويُفضّل تجنب العظام تمامًا لأنها قد تنكسر وتعلق داخل أمعاء القطة. تعرّف أكثر على الأطعمة البشرية المناسبة للقطط، مثل الأرز، وما إذا كانت لها أي قيمة غذائية.
هل تحتاج القطط إلى مكملات غذائية؟
القطط السليمة التي تتغذى على طعام متكامل ومتوازن لا تحتاج إلى أي مكملات. بل إن إضافتها قد تخلّ بالتوازن الغذائي وتسبب مشكلات صحية.
لكن هناك حالات خاصة مثل النمو، الحمل، أو بعض الأمراض، تتطلب نظامًا غذائيًا خاصًا. وهناك أنواع من طعام القطط مصممة خصيصًا لهذه الاحتياجات. إذا كنت غير متأكد، استشر الطبيب البيطري.
كمية الطعام المناسبة للقطط
لتحديد كمية الطعام، عليك أولًا مراعاة سلالة قطتك، نشاطها، وأسلوب حياتها. يمكن البدء باتباع الإرشادات الموجودة على عبوة الطعام، حيث تقدّم كميات تقريبية مناسبة.
لكن تذكّر أن هذه إرشادات فقط، والكمية الفعلية تختلف من قطة لأخرى حسب حجمها ومستوى نشاطها. من الجيد تقديم بعض المكافآت أو الوجبات الخفيفة من وقت لآخر، لكن تأكد من تقليل كمية الوجبة الرئيسية إذا قدمت لها مكافآت لتجنّب الإفراط في التغذية. كقاعدة عامة، لا يجب أن تأتي أكثر من 10% من السعرات اليومية للقطط من المكافآت. تابع حالة جسم قطتك بشكل منتظم، واضبط كمية الطعام بناءً على ذلك.
هذا هو دليلنا لتغذية قطتك بشكل متوازن. هل تريد معرفة المزيد حول اختيار النظام الغذائي المناسب؟ اقرأ مقالنا التالي حول تقديم الطعام للقطط التي يصعب إرضاؤها.